اشْتِعَالْ أولْ :
(إلى رجلٍ على جبْهتِهٍ وطنٌ ، و على فمِهِ حديثُ شاطيءِ عربيٍ يعانقُ نوارسَ الميناءْ
إليهِ أشياءٌ و أشياءٌ و أشياءُ )
أَتأَخرُّ فِي الحَنِينْ ، أتدثّرُ بمواسِم المطَرْ ، أَحًاولُ أنْ أكتُبَ مَا لـا يُكتبْ ،
ألسعُ النارَ ، وَ أداوي تباريحَ الوجع ، أقطنُ سحباً زرقاءَ ، و خضراءَ ، و أرجوانية القلبْ ،
أنتظرهُ هناك ، هنالِكَ ، بينَ الضلعِ الأعرج ، وَ جفنِ الحُلمْ ،
أستذكرهُ حينما يأتِينِي كغيثٍ أسود العينينِ ، أنتفضْ / أحترقْ ....
يرتعشُ بطنِي ، وَ تتهاوى سآقاي ، يتلقفُنِي أول كرسيٍّ خشبِي ، و أهتُف
( لقدْ أتى .. لقدْ أتى )
لربَّما شتاءاتُ القُطنِ تُفرغُ ماءَ الوريدْ ، تُشعلُ غاباتِ الشِّعْرِ الأسود تُتَكْتِكُ كعقاربِ الساعه ، و تشيخٌ بها أغنياتُ الغجرْ ..
يـــَا رَجلِي الحٌقِيقِي
( ألفُ أحبّك تسرِي كما الوديانِ بفمِي )
يــَـا قَاتِلِي بنكْهةِ المسافةِ الرمليةْ
( نساءُ الأرضِ لمْ تصل حد جُنوني بعدُ )
على ذلك ( اليختْ ) كمـا القططْ حينما تموءُ / تعطشْ
أنــَا أشتمُكَ بِحمقٍ / بكسلٍ / باختلاسٍ / بحذرٍ / بلهفةٍ حد النقاءِ
أيمِمُ وجه قَلْبِي شطرَ وسادةِ رأسكَ ، أبحثُ عن شيء منكَ
خصلة شعرٍ ، كُومة من الأحلام و التنهيداتْ ، أغنية مخبأة كقطعة نَرْدٍ و
رسائلٌ لم تكتمل بعدُ ..!
هُنـا ،
مزق قميصَ الفجرِ و مضَى ،
هُنـا ،
أزاح عن وجهِ النافذةِ كآبة الشتا ،
هُنـا ،
اقتسمَ خُبزَ الفرحِ برفقة قنديلِ الزيتِ الأسمرْ ،
هُنا ،
أكلَ شريطَ الذكرى ، و مضغَ ريشاتِ النسيانْ ،
هُنا ،
مُشطٌ لهُ ، فردةُ حذاء ، شفرةُ حلاقةْ ، كومة من الأوراقْ ،
هُنا ،
بقايا رمادِ سيجارته ، و على المنضدة تركَ عطرهُ
هُنا ،
عناوينٌ مسجلة ، و أرقامٌ كثيرة كثيرة ، و حسباتٌ مؤجلةْ ،
و جواز سفرٍ ينتظر الرقص على مقبض المعبرْ
ألم أخبركَ أيها الرجلُ النادرْ ، أن المسافة التي تربطُ بيني و بينكَ
كمسافةِ رِمش و عين
ألمْ أخبركَ - أيضاً - أنِّي سأكونَ أجمل امرأة بين النساءَ ، يومَ أرتقبُ وصولكَ / وصولِي
لبوابة المطارْ ..؟
ألمْ أخبركَ أني لا أكونَ جميلة إلا بكَ / فيكَ / بين يديكَ / أماَمُكْ ..؟
حادٌ هُو نصلُ الشوقِ يا حبيبْ ، و كافرة هي شهقة النداءْ..
أناديكَ في عُتمة مساءاتِ الأنثى ، أن تعالَ و أكسرْ حاجزَ الصوتِ و أُحتوْيِنّيْ ..
إنِّي أراكَ و أنت البعيدُ / القريبُ ، تلونُ وجه الماء بالماءْ ، تُلقِي على عذريةِ الوردِ فلاَّ و ريحانْ
إنّي أراكَ كما لم أرى رجلـاً قطُّ ، و لنْ أرى
يا عُيون الخليج ، ..
صغيرتُك و الورقُ قد افترقـا ..و على بُعْدِ الحِبْرِ أشتم رائحة ثيابِكَ المعلقة هُناكَ ..
المنزوعة هناكْ ..
المُغتالة بها - أنـا - هناكْ ..!
يا رائحتِي التِي لـاَ تجفٌ بصماتُها الثمانيةْ ، و لـاَ يثكلُ عبقُها العشرينِي
أشياؤهُ الصغيرة - يا اللهْ - تُؤرقَ مضجعِي ، تفتكُ بِي ألفاً و تزيدْ ، تُشعِلُ صهيلَ الإنهمارْ
تخلدُنِي على جدرانِ التضرع و الصراخْ أشياؤهُ - يا اللهْ - تُثيرُ بِي ألف شيطان و شيطانْ
تركبُ أرقام الجنون بسرعة ، و تُخطيء الرقم الأخير ذاتَ رعشةْ
أشياؤهُ - يا اللهْ - لَها رائحة البرتقالْ ، و نكهة اللوز ، وَ احتقان الكبرياءِ بقلوب الشهداءْ
تُميتُنِي ، لتسقطني كآخرِ ما ظلَّ مِنَ نساءِ قبيلةِ الصحراءْ
شيءٌ من رائحةِ ثيابِهِ ( يَكْفِي )
و لـاَ يَكْفِي ..
و لـاَ يَكْفِي ..
انْطِفَاءٌ أخيرْ :
( و هكذَا تَعشقُ نساءُ الصحراءِ السمراواتُ رجالَ الوطنْ .. يا حنين الدفءِ لبيتٍ و طفلْ)
ممآ تصفحـ‘ــت
ونآل علىآ أعجـ‘ـآبي